U3F1ZWV6ZTE2MjYyNzA5NzU2NTY4X0ZyZWUxMDI1OTkyMzU2NDgwOA==

مُلخص كامل ومُفصل لمسرحية عذراء أورليان "Die Jungfrau von Orleans"


السلام عليكم، 

هذا المقال سيكون مُلخص كامل ومُفصل لجميع فصول وأحداث المسرحية التراجيدية الرومانسية عذراء أورليان "Die Jungfrau von Orleans" للكاتب المسرحي الألماني الشهير فريدرش شيلر "Friedrich Schiller"، حيث تدور أحداث المسرحية حول المحاربة جان دارك "Jeanne d'Arc" أثناء حرب المئة عام بين فرنسا وبريطانيا في القرن الخامس عشر.




المقدمة

مع تقدم وأنتصارات الجيش الإنجليزي ضد الفرنسيين وأحتلالهم لمدينة باريس وبعض المناطق الشمالية، يقرر الغني وصاحب الأراضي الفرنسي "تيبوت دارك" تزويج بناته الوحيدات الثلاث (جوهانا ومارغو ولويسون) إلى ثلاث شبان (رايموند وإيتين وكلاود ماري)، وذلك لحمياتهم وضمان سلامتهم. حيث يقرر منح كل زوجين منهم ثلاثين مزرعة وحظيرة وفناء وقطيع من الماشية، ككرماً منه وكتأمينٍ على حياتهم المستقبلية. 


إن تيبوت منزعج ومتعجب من أبنته جوهانا، لأنها ليست فرحة بزفافها كباقي إخواتها، حيث يقترح رايموند منحها بعض الوقت لكي تعتاد على الأمر. يزعم تيبوت رؤية جوهانا في أحلامه تجلس على عرش الملك وبيدها الصولجان، بينما هو وأخواتها وجميع الأمراء ورؤساء الأساقفة وحتى الملك نفسه ينحنون أمامها، ويظن أن حلمه هذا يرمز إلى الشر وقلب جوهانا الباطل، لكن رايموند يخالفه في الرأي.


مع أقتراب الحرب بدأت حشوداً فارة من مدينة أورليان بشراء المعدات من السوق، حيث قام المزارع "بيرتراند" بالحصول على خوذة معدنية غالية عن طريق الخطأ عندما كان يشتري أدوات أخرى لنفسه، فتقوم جوهانا بأخذ الخوذة منه لنفسها. يقول بيرتراند أن الفرنسيين قد تم ضربهم بقوة في معركتين من الإنجليز وقد تمكنوا من محاصرة وإخضاع مدينة أورليان، حيث يساعد دوق بورغوني الفرنسي "فيليب" ووالدة الملك "تشارلز السابع" الملكة "إيزابو" الأعداء الإنجليز على قهر أورليان وأحتلال الأراضي الفرنسية، مع ذلك لا يحرك ملك فرنسا تشارلز السابع ساكناً ويستقر في تشينون مع رجاله ولا يسعى لشن الحرب، لكن النصر ممكن في حال تصالح تشارلز السابع مع دوق بورغوني وتعاونا معاً ضد الإنجليز. يقرر تيبوت الوقوف على الحياد وأنتظار مصير فرنسا ونهاية الحرب بسلام، بحجة أنهم مزارعين لا يستطيعون القتال.


تقرر جوهانا أخيراً توديع موطنها وأملاكها والمغادرة سراً لإنقاذ فرنسا وتحرير مدينة "ريمس" وتتويج الملك، مُدعية أنها تلقت رسالة سماوية تأمرها بالقيام بكل ذلك.




الفصل الأول

 الأمير "غراف دونوا" حزين وغاضب من الوضع القائم في فرنسا، ويلقي باللوم على خونة البلاد الذين مهدوا الطريق أمام الإنجليز.

 ‏

القائد العام للجيش يتخلى عن الملك ويذهب للأنضمام إلى صفوف الأعداء، بينما الملك تشارلز يريد أستقبال مغنيين مشهورين مُرسلين من قبل الملك "ريناتو". حيث يريد إهداء كل واحد منهم قلادة ذهبية، لكن في الواقع الملك لم يعد يملك المزيد من الكنوز في حوزته، ومع ذلك يريد بشدة إكرام ضيوفه بأي شكلٍ من الأشكال لحبه الشديد لريناتو، على الرغم من أنه غارقٌ في الديون ولم يدفع لجنوده أُجورهم بعد. يقوم دونوا بأنتقاد سياسات وقرارات تشارلز السابع ويحثه على المحاربة وأسترجاع أورليان وشرف فرنسا من قبضة الإنجليز، ويأتي في النهاية أعضاء مجلس بلدية أورليان لطلب المساعدة من الملك نفسه الواقع في ورطة.


يقول أعضاء مجلس البلدية، أن المدينة وقعت على معاهدة أستسلام وسيتم تسليمها للإنجليز بعد 12 يوماً، إذا لم يتلقوا الدعم اللازم خلال هذه الفترة. كما يتلقى دونوا خبراً أن الجيوش تهدد بالأنسحاب، إذا لم يتلقوا باقي أُجورهم، وهذا يضع الملك في مأزق ويجعله عاجزاً عن دعم ومساعدة شعب أورليان التعيس.


تأتي عشيقة الملك "أغنيس سوريل" إليه وتعطيه صندوقاً مليئاً بالفضة والمجوهرات لتخليصه من ورطته. يفرح الملك كثيراً ويقول أنه قد أرسل الضابط "لاهير" إلى أبن عمه الدوق في بورغوني أملاً في مصالحته وتسوية الخلافات معه، وهو ينتظر وصول رده منذ ذلك الحين على أحر من الجمر. 


يعود لاهير ويخبر الملك، أن الدوق يريد من الملك قبل التصالح وقبل كل شيء تسليم الضابط "دو شاتيل" إليه، لأنه يزعم أنه قد قام بقتل والده. حيث يعلمه لاهير أيضاً، أنه بسبب غضب الناس قد أعلن مجلس الشعب خسارة الملك هو ونسله عرش الحكم. يكمل لاهير حديثه أنه رأى والدة الملك الملكة "إيزابو" تقوم بتتويج غلاماً إنجليزياً على العرش الفرنسي ورأى بهجة الشعب لأنتصارات الإنجليز في أحتفال مدينة سانت دينيس، الأمر الذي أحزن الملك تشارلز جداً وجعله يتخلى عن أورليان ويستسلم أمام القدر. وبعد محاولاتٍ عدة من جميع الحاضرين لإقناعه وتشجيعه لأتخاذ قرارات صائبة ودعمه معنوياً لمواجهة الإنجليز وتحرير أورليان، يقرر هو الآخر أخيراً التخلي بشكلٍ رسمي عن مدينة أورليان، وهنا يغضب الأمير دونوا منه ويصفه بالجبان ثم يقرر الذهاب بمفرده إلى الحرب، فتحاول سوريل التعيسة منعه من الرحيل وإقناع الملك بالتراجع عن قراره، لكن بلا جدوى. حيث يأمر الملك تشارلز دو شاتيل بتجهيز سفينته للعبور عبر نهر اللوار، فيودعهم دونوا ويرحل مباشرةً، ثم يذهب لاهير خلفه محاولاً إيقافه.


يقرر دو تشاتيل التضحية بنفسه والسماح للملك بتسليمه للدوق، لكي تتم المصالحة بينهما، لكن الملك يرفض ذلك رفضاً قاطعاً ويأمر بتجهيز السفينة بسرعة للصعود على متنها.


بينما أغنيس سوريل البائسة تبكي بسبب رحيلهم إلى المنفى، يحاول تشارلز السابع مواساتها وجلب التفاؤول لها وإقناعها، أنهم مغادرون إلى مكانٍ جيد وأن كل شيء سيكون على ما يرام.


يعود الضابط لاهير ويطلب من الملك أن ينادي ويُرجع أعضاء مجلس بلدية أورليان، وذلك لأن الحظ حالفه هذه المرة وأنتصر على الإنجليز على حد قوله. لكن الملك يستغرب من كلامه ولا يصدقه، ثم يأتي "رئيس الأساقفة" ومعه الأمير دونوا على قيد الحياة، الأمر الذي يجلب لسوريل البهجة والسعادة.


يقوم دونوا بمعانقة الملك ويروي الفارس الفرنسي "راؤول"، أنهم كانوا في خضم معركة ومحاصرون من قبل الأعداء وكانوا على وشك السقوط، ولكن فجأة ظهرت فتاة شابة ذات شعرٍ أشقر ترتدي خوذة قامت بتشجيع المحاربين بصوتٍ عالٍ وشاركت في المعركة، حيث أنه بفضلها سقط ألفين جندي إنجليزي وهرب بقيتهم خوفاً من ساحة المعركة وهكذا أنتصروا على الأعداء. يكمل راؤول حديثه، أن الفتاة الشابة تدَعي أنها  كاهنة ونبية مرسلة من عند الله وتَعِدُ بتحرير أورليان قبل نهاية الشهر، لكن يشُك الملك تشارلز بقصتها ويسمع من الخارج أصوات التمجيد للفتاة من الشعب، فيطلب بسرعة من دونوا أن يجلس على عرشه، وذلك لكي يختبرها فيما إذا كانت ستُميِز الملك الحقيقي من الزائف.


تأتي جوهانا وتكشف الملك الحقيقي من الزائف، بعد ذلك تكشف للملك دعوات صلواته التي صلاها وحده بالليل، فينهار الملك بالبكاء ويصدقها وتقوم جوهانا بالتعريف عن نفسها وتزعم، أن ملاكاً جائت عندما كانت جالسة تحت الشجرة وأعطتها سيفاً ورايةً وكلفتها بمهمة، وهي أن تهزم أعداء البلاد وأن تقوم بإيصال الملك تشارلز إلى مدينة ريمس وتتويجه هناك. يؤمن رئيس الأساقفة بنبوتها ويصدق قصتها، ويطلب منها الأمير دونوا والملك تشارلز أن تقوم هي بقيادة الجيش إلى مدينة ريمس، حيث تطلب جوهانا تصميم رايةً بإطارٍ أرجواني وعليها صورة المسيح من أجلها لحملها، بعد ذلك يأتي الإنجليزي "هيرولد" برسالةٍ إلى الملك الفرنسي.


يقول هيرولد أن فرنسا تعترف فقط بملكٍ إنجليزي ويقول أن القائد الإنجليزي "سالزبوري" هو من أرسله، فتقول له جوهانا أن سالزبوري قد قُتِل هذا الصباح بعد أن قام بإرساله، فيضحك هيرولد مستهزئاً بكلامها. في النهاية تأمره جوهانا أن يوصل رسالة إلى قادته، وهي إما قبول تسليم مفاتيح جميع المدن المحتلة أو شنُ حرباً دموية ضدهم، وأن الملك تشارلز السابع هو الملك الرسمي لدولة فرنسا.




الفصل الثاني

يتحاور قادة جيوش الإنجليز "ليونيل" و " تالبوت" ودوق بورغوني فيليب حول الأحداث الأخيرة، حيث يلقي ليونيل وتالبوت اللوم على الدوق لخسارتهم مدينة أورليان. يقوم الدوق بإلقاء عليهم اللوم أيضاً، لأنهم لم يصبروا حتى يتم تسليم المدينة له من قبل الملك ويقول أن لولا تعاونه معهم، لما تمكنوا حتى من رؤية أورليان. يتجادل كلا الطرفين أثناء الحديث، فيقرر الدوق أخيراً العودة إلى موطنه ويأمر فارسه "شاتيلون" أن يُعلِم جنوده بذلك لكي يجهزوا أنفسهم، فيرد عليه ليونيل أن بريطانيا تجلب دائماً مجدها بواسطة سيفها وليس بمساعدة الأخرين، وأن الدم الفرنسي والإنجليزي لا يختلطان أبداً.


تحاول الملكة إيزابو مصالحة كلا الطرفين، حيث تقول للقادة أن بدون مساعدة الدوق لهم، لن يتمكنوا من إنجاز أي شيء، وتحاول تحريض الدوق على الملك الفرنسي وإقناعه بأن من مصلحته التعاون مع الإنجليز. يتعانق الدوق وتالبوت ويتصالحا من جديد، وتقول إيزابو أنها تريد أن تقود جيوشهم مثل ما فعلت الفتاة الشابة جوهانا، لكن الدوق وليونيل وتالبوت يرفضون ذلك رفضاً تاماً ويطلبون منها العودة إلى باريس وترك موضوع القيادة عليهم فقط. تغضب إيزابو وتقوم بمعاتبتهم وإهانتهم جميعاً، وفي النهاية تقول أنها ستتوجه إلى مدينة ميلون بالقرب من باريس، وأنها لن تسأل بعد ذلك أي شيء عن الإنجليز أو البورغونيين وما يفعلون.


يتفق ثلاثتهم أن يقوموا برد الهجوم على جوهانا وجيشها في فجر اليوم التالي، لأنهم يظنون أن الفتاة ليست سوى شيطانة مخادعة وأن من السهل هزيمتها في معركة فردية، لذلك يقرر القائد ليونيل الهجوم وحده بجيشه في اليوم التالي، ثم يخلدوا جميعهم إلى النوم من أجل الأستيقاظ باكراً.


تقود جوهانا الجيش إلى معسكر الإنجليز، ثم يبدأ الجنود بالصراخ وأقتحام المعسكر، حيث يحاول دونوا ولاهير منع جوهانا من الدخول في قتالٍ دموي، ولكنها تصر على ذلك وتزعم أنها لن تسقط في هذه المعركة، فتتوجه أخيراً للهجوم على المعسكر ويتبعها مباشرة دونوا ولاهير.


يرتعد الجنود الإنجليز رعباً من الفتاة ويحاول الجميع النجاة بحياته بأستثناء ليونيل، حيث يغضب ويقوم بوصف جنوده بالجبناء ويُصر على مواجهة جوهانا وطعنها بسيفه.


يظهر الويلزي "مونتغمري" وسط المعركة خائفاً ومتوتراً، حيث يندم على اللحظة التي قرر فيها أن يبحر من ويلز (بريطانيا) إلى فرنسا وعلى تركه لمنزل والداه الآمن وزوجته هناك. عندما يرى جوهانا عن بعد تقترب منه، يُصاب بالذعر والحيرة ولا يجد أي ملاذ للهروب، فيفكر أن يقوم بالركوع والتوسل إليها حتى تعفو عن حياته.


تقترب جوهانا من مونتغمري بنية قتله، فيركع مونتغمري ويتوسل أن تعفو عنه وتتركه يذهب مقابل فدية مالية سيدفعها لها والده الغني في ويلز، في حال علم أن أبنه الحبيب في خطر، وأن لديه زوجة وأُم ينتظران رجوعه بسلام. لكن جوهانا ترفض الشفقة عليه، وتقول أن على سكان بريطانيا أن يذوقوا ما ذاقه الفرنسيين من آلم وحزن، فبعد نفاذ الخيارات يقرر مونتغمري حمل سيفه ودرعه ومبارزة جوهانا وجهاً لوجه آملاً أن ينتصر عليها، وبعد مبارزة قصيرة يسقط مونتغمري أرضاً مقتولاً.


يأتي فارسٌ مقنع ويقوم بشتم وإهانة جوهانا، بعد ذلك ينزع قناعه ويتضح أنه الخائن دوق بورغوني نفسه.


بعد جدالٍ قصير، يقوم الدوق بمهاجمة دونوا، فتسرع جوهانا لتفك بينهم وتحاول إقناع الدوق أن الإنجليز على وشك الخسارة وأن النصر سيكون للفرنسيين، وأن الأولى له القتال من أجل وطنه وشعبه وليس من أجل الأعداء. وبعد حديثٍ طويل بينهما، تنجح جوهانا في إقناعه وإعادته إلى رشده وضمه إلى صفها، حيث يتأثر الدوق كثيراً ويقوم دونوا ولاهير وجوهانا بمصالحته ويتم تسوية جميع الخلافات بينهم.




الفصل الثالث

يُعجب الأمير دونوا بجوهانا كثيراً ويوَدُ الزواج منها، لكن لاهير يعارض هذه الفكرة ويقول أن فتاة راعية لا تصلح للزواج من أحد أفراد العائلة الملكية النبيلة، ومع ذلك يُصِر دونوا على ذلك بحجة أنها فتاة سماوية أنقذت فرنسا، ولهذا هي ليست أقل مستواً ومقاماً منه كفردٍ من العائلة الملكية. 


يقوم شاتيلون بإعلام الملك تشارلز، أن الدوق البورغوني سيأتي مع مئتين فارس وينحني أمام قدميه، ولكنه يشترط أن لا يتم الحديث عن الخلافات القديمة بينهما وأن تتواجد الملكة إيزابو معهم، وأن يكون ملك الأساقفة هو حمامة الصلح بينهما، ويطلب شاتيلون كذلك من دو تشاتيل أن يختفي من الحضور، لكي لا ينزعج الدوق من وجوده. يوافق الملك على كل الشروط ويرسل الأمير دونوا بمئة فارس ومعه لاهير وشاتيلون، من أجل أستقبال الدوق وإحضاره إلى القصر.


يصل الدوق إلى المدخل ويود الأنحناء، لكن الملك يمسكه بسرعة ويخبره أن كل شيء على ما يرام، ثم يقدم الدوق التاج الملكي إلى أغنيس سوريل كهديةٍ منه، فتنهمر هي بالبكاء ويقوم الأشخاص من كلا الطرفان بمعانقة بعضهم ويعتذر الدوق بشدة للملك عن خيانته لهم ويتصالحوا جميعاً في نهاية المطاف. يستغرب الدوق والملك من غياب البطلة جوهانا عن ناظريهما، فيقول رئيس الأساقفة أنها مرسلة من عند الله وأنها على الأرجح تتحدث معه حالياً.


بعد أن تأتي جوهانا، يسألها الملك تشارلز عن كيفية شكره لها لما قدمته، فتقول له أن يبقى دائماً شخصاً صالحاً وأن يكون رحيماً مع شعبه وألا يظلمهم أبداً، كما تقول له وللدوق أن يحذروا وينتبهوا من شر الفتنة. يطلب الأمير دونوا رسمياً الزواج من جوهانا، ويوافق جميع الحاضرين دونوا على هذا القرار، لكن جوهانا ترفض ذلك بحجة أنها محاربة مقدسة ويجب عليها تنفيذ مهمتها المُكلفة إليها على أكمل وجه، وبعد ذلك سيكون لكل حادثٍ حديث. يريد الملك رفع مستوى ومكانة جوهانا وجعلها عظيمة في كافة أنحاء فرنسا وإعطائها أفخم وأرقى الملابس لاحقاً فيما بعد. تطلب جوهانا من الملك أن يأمر جنوده بنفخ أبواق الحرب وترغب بالتوجه إلى مقدمة الجيش لإرشادهم وقيادتهم.


يأتي فارسٌ ويخبر الملك، أن جيش العدو يُحضِر نفسه للقتال، فتستعجل جوهانا وتتوجه للقائه، ثم يقوم الملك بتوديع عشيقته سوريل ويتوجه هو الآخر إلى أرض المعركة مع البقية.


يسقط القائد تالبوت جريحاً في وسط المعركة، فيأتي إليه ليونيل ويطلب منه التماسك، لكنه يفقد الأمل بالحياة ويطلب من القائد ليونيل والقائد "فاستولف" أن يتوجهوا بسرعة إلى باريس، وذلك لأنهم قد خسروا مدينة ريمس. يخبره ليونيل أن باريس قد تحالفت مع تشارلز السابع وأن جميع الجنود يفرون فور رؤيتهم للفتاة الشابة، فيغضب تالبوت ويأمرهم أن ينتصروا عليهم مهما كان الثمن، بعد ذلك بقليل يودعه ليونيل ويذهب لإكمال معركته.


يلاحظ تشارلز تالبوت عن بعد ويقترب منه هو والدوق ودونوا ودو شاتيل وجنوده، فيغضب فاستولف ويأمرهم بالتراجع وعدم الأقتراب منه، ثم ينظر تالبوت إلى الدوق بنظرةٍ حادة ويموت. يثير موت تالبوت إعجاب تشارلز، لذلك يأمر أن يتم دفنه وكتابة أسمه على قبره وبناء نصب تذكاري له في وسط فرنسا، كتكريماً له على شجاعته وصموده، بعد ذلك يقوم فاستولف بتسليم سيفه ونفسه للملك، لكن الملك يرفض ويعيد إليه سيفه ويأمر دو شاتيل أن يُطمِئن أغنيس سوريل، أن كل شيء بخير وأنهم أنتصروا في معركة ريمس.


يتعجب الجميع من أختفاء جوهانا عن الوجود، فيقلقوا عليها ويتوجه دونوا ولاهير والدوق بسرعة للبحث عنها.


يظهر فارسٌ أسود مُقنَع يُحذر جوهانا، لكي تبتعد عن القتال وتتخلى عن مهمتها وإلا ستندم، لكنها لا تستمع إلى كلامه وتسأله عن هويته، فعندما يغادر الفارس المكان تعترض جوهانا طريقه وتحاول كشف قناعه، فيقوم هو بلمسها بيده ويتركها في حالة ذهول، ثم يغادر المكان ويتركها في حالة حيرة وأستغراب.


يلتقي ليونيل بجوهانا ويقوم بمهاجمتها بغضب، فتهزمه جوهانا وتُسقِط سيفه من يده، بعد ذلك بقليل تأمره أن يهرب ويغادر المكان، لكنه يرفض ذلك ويفضل الموت على أن تشفق عليه الفتاة العدو. تُصاب جوهانا بحالةٍ من الذعر والخوف، لأنها قامت بكسر عهدها وتبدأ بمعاتبة نفسها وتأمر ليونيل بالفرار بسرعة، فيشعر هو الآخر بالشفقة عليها ويحاول مساعدتها مع العلم أن دونوا ولاهير يقتربون جداً من إيجاد جوهانا، حيث يقوم ليونيل بأنتزاع سيفها والأحتفاظ به كرهنٍ على أنه سيراها مجدداً، ثم يودعها ويغادر ساحة المعركة.


يصل لاهير ودونوا إلى جوهانا ويخبراها أنه تم أخيراً تحرير ريمس، فجدانها جريحة وتنزف بشدة، ثم يحاولا مساعدتها وإيقاف النزيف، لكنها تسقط مغشى عليها بين يدين الضابط لاهير.




الفصل الرابع

يأتي لاهير ودونوا ودو شاتيل إلى جوهانا ويطلبوا منها أن تحمل رايتها الخاصة والوقوف بجانب النبلاء، لأن الملك تشارلز نفسه يريد أن يقدمها ويكرمها أمام كافة الشعب الفرنسي، لكنها ترفض هذا في البداية، ومع ذلك وبعد نقاشٍ قصير وإصرارٍ كبير توافق وتأخذ رايتها وتذهب إلى مكان الأحتفال.


بينما الموكب يسير، تظهر إخوات جوهانا وأزواجهم ومعهم أيضاً صاحب الأراضي "برتراند"، حيث تفرح مارغو ولوسيون كثيراً لسماعهم أخبار جوهانا، ولأنهم سيرونها تقف بين الأمراء والنبلاء أمام جميع الملأ.


يتحرك رئيس الأساقفة حاملاً الصليب وخلفه جوهانا برأسٍ منخفض وبخطواتٍ مترددة، وعندما يصلوا إلى الكنيسة يتوقف الموكب ويعُمُ الصمت.


تحزن لويسون لرؤيتها جوهانا تسير بوجهٍ شاحب وتقول للأخرين أن يعودوا إلى قريتهم بعد أن رأوها، وذلك لأن جوهانا تنتمي الأن إلى طبقة النبلاء ولن تعيرهم أي أهمية على حد قولها، لكن برترند يخالف رأيها بحجة أنه حتى الملك نفسه كان يبتسم ويُسَلِم على الفقراء وأدنى طبقات المجتمع، ثم يناديهم كلاود ماري لكي يدخلوا إلى الكنيسة فيدخلوا جميعاً.


يأتي تيبوت حزيناً بلباسٍ أسود بصحبة رايموند، ويقول أنه يريد إنقاذ أبنته وإعادتها إلى رشدها وإلى ربها الحقيقي، بعد أن رآها تسير شاحبة اللون وجميع الناس يمجدونها ويقبلون ردائها، فيحاول رايموند إيقافه لكن بلا جدوى فيتركه بمفرده ويغادر الكنيسة.


تلتقي جوهانا بأختاها مارغو ولويسون، حيث يفرحوا ويتعانقوا، ثم تسأل جوهانا عن والدها فتقولا لها أنه لم يأتي، لأنه حزين ومكتئب بسبب مغادرتها القرية دون سابق إنذار. تشعر جوهانا أن كل ما رآته وما فعلته وما حصل معها طوال الوقت كان مجرد حلم ووهم فحسب، وتريد بشدة أن تعود مع أختاها إلى قريتها العزيزة دوم ريمي، لأنها تحب حياتها البسيطة كراعية وتكره حياتها الجديدة كنبيلة وبطلة مقدسة، حيث تريد التكفير عن ذنوبها وخدمة عائلتها بسبب تكبرها الشديد عليهم في حد قولها.


يظهر الملك للعلن ويقوم جميع الناس بتمجيده وتعظيمه، حيث يقوم بشكرهم جميعاً وشكر كل من شارك في الحرب، ثم يقوم بتقديم جوهانا على أنها مُرسلة من عند الرب وأنها قامت بأعمالٍ بطولية، فيمدحها أمام الجميع ويطلب منها أن تطلب أي شيء تتمناه، فيعمُ صمتٌ عام وفجأة تقوم جوهانا بمناداة والدها تيبوت بصوتٍ عالٍ.


يأتي والدها تيبوت ويقول للملك وللجميع، أن جوهانا ليست نبية مقدسة كما تدعي، وأنما مجرد ساحرة مخادعة، حيث يسألها والدها فيما إذا كانت تنتمي حقاً إلى دين الرب، فتصمت جوهانا وتتجمد مكانها، فيستغرب جميع الحاضرين. يحاول دونوا إقناع الجميع بشرفه الملكي، أنها صادقة وليست كاذبة، وتحاول سوريل وكذلك لاهير جعلها تنفي وتجحد هذه الأتهامات، ولكنها تبقى صامتة ومتجمدة في مكانها. في النهاية يضرب رعدٌ قوي السماء مرتين، فيرتعب جميع الحاضرين ويقول تيبوت لجوهانا أن تنفي الأتهامات إذا كانت صادقة فعلاً ونفس الأمر يقوم به رئيس الأساقفة، لكنها مع ذلك تبقى صامتة وجامدة في مكانها، ثم يضرب رعدٌ قوي السماء مجدداً فيخاف ويهرب الجميع من مكانه.


يبقى الأمير دونوا ويقول لجوهانا أنه يحبها ويصدقها، ويطلب منها فقط أن تمُد له يدها كإشارةٍ على صدقها، لكنها ترفض وتلتفت بذعر للجهة الأخرى فيُصاب دونوا أيضاً بالذعر.


يعود دو شاتيل ويخبر جوهانا، أن الملك يسمح لها بالمغادرة من البوابة بشكلٍ آمن ومن دون التعرض لأي إهانة، ويطلب من دونوا أن يتركها وشأنها ويذهب معه، بعد ذلك يظهر رايموند فجأةً فيمسك يد جوهانا ويغادران المكان سوياً.




الفصل الخامس

في غابةٍ ما يتواجد رجل وزوجته داخل كوخٍ صغير، حيث يقول الرجل أن الجيشان قريبان جداً من بعضهما والغابة فقط هي من تفصل بينهما، وأن الإنجليز أزدادوا قوةً من جديد بعد أتضاح أن الفتاة البطلة ليست سوى ساحرة مخادعة.


يجد رايموند الكوخ صدفةً هو وجوهانا، بعد أن كانا يتجولان في الغابة منذ ثلاثة أيام. يقوم رجل الكوخ بأستضافتهم حتى رجوع أبنه، لكي يقوم بتهريبهم عبر ممراتٍ سرية بأمان، وذلك لأن حشود الإنجليز يملأون الغابة والمناطق المجاورة.


بعد أن يعود الفتى إليهم، ينصدم ويخبر والداه أن هذه الفتاة هي نفسها ساحرة أورليان، فيرتعبان ويهربان خارج الكوخ.


تحزن جوهانا لأن اللعنة تلاحقها أين ما ذهبت، وحتى رايموند أصبح يشك في مصداقيتها وينصحها أن تتوب إلى الرب، لكنها تقول له أن سكوتها وكل ما فعلته آنذاك أمام الملأ كان أمراً من الرب وهي قامت بتنفيذه. يندهش رايموند جداً من كلامها ويخبرها أن يعودان فوراً لإخبار ذلك لجميع من كذبوها، لكنها ترفض وتقول أن من أنزل تلك الحيرة والفوضى قادرٌ على حلها وإخمادها، وأن أولائك الذين رفضوها ولعنوها هم المجانين والمخطئون. تقول جوهانا لرايموند أنه لا يرى سوى الأشياء الطبيعية والمادية، بينما هي أستطاعت رؤية الأشياء السرمدية والأبدية بأعينها، وتقول له كذلك أن كل شيء في الأرض يحصل بأمرٍ من الرب، وأن الحقيقة ستتبين ويتم إدراكها من الجميع عاجلاً أم أجلاً.


تظهر الملكة إيزابو وجيشها، فتعطي جوهانا رايموند الإشارة للهرب ثم يقوم الجنود بالقبض عليها، حيث تسألها الملكة عن دونوا وسبب تركه لها وحدها، فتقول لها أنها منفية، فتتعجب الملكة وتأمر الجنود أن يأخذوها إلى ليونيل، لكن جوهانا تأمرهم أن يقتلوها قبل تسليمها لليونيل، ومع ذلك لا يستمع أحد إليها ويكملون طريقهم.


تأمرهم جوهانا بالأنتقام منها وقتلها وإيصالها جثةً هامدةً إلى أقدام ليونيل ولكن دون جدوى، حيث تكتئب وتفقد الأمل وترى كل شيء بشكلٍ سوداوي.


يغضب دونوا ويلقي باللوم على رئيس الأساقفة ودو شاتيل، لأنهم هم أول الأشخاص الذين كذبوا جوهانا، ويقول أنه منذ أن تم نفيها تراجعت أنتصارات فرنسا وتقدم الإنجليز من جديد، لكن يرد عليه رئيس الأساقفة أن جميع العلامات والإشارات كانت موجهة ضدها، وأنهم جميعاً بما فيهم الملك تعساء وخائفين أن يكونوا قد أقترفوا ذنباً بظلمها.


يأتي فجأةً رايموند إلى دونوا ويخبره، أن جوهانا بريئة من كل الأتهامات وأنه كان مرافقها في الغابة وقد تم أحتجازها من طرف الإنجليز هناك، ويطلب منه أن ينقذها من الموت المُحتم كما أنقذتهم هي سابقاً. ينفعل دونوا ويأمر أن يتم تجهيز موكب الجيش فوراً، لكي ينطلقوا مباشرةً لإنقاذها وإرجاعها قبل نهاية اليوم.


يخبر فاستولف وإيزابو القائد ليونيل، أن الشعب غاضب ويطالب بقتل جوهانا ويحاول الدخول إلى القلعة، فيقول ليونيل لجوهانا أن الفرنسيين تركوها وخانوها وأن عليها أن تكون له وأنه هو الوحيد القادر على حمايتها، لكن جوهانا ترفض وتطلب منه سحب كافة القوات من فرنسا وتسليم مفاتيح جميع المدن، وأنه من الأفضل لهم القلق والتفكير بكيفية الرجوع إلى بلادهم بأمان.


يأتي حارسٌ بعجلة ويخبر القائد فاستولف وليونيل، أن يقوم بتجهيز جيشه بسرعة للتصدي لهجوم الفرنسيين، ثم تأمر إيزابو بتقييد جوهانا ثلاثة أضعاف ويأمرها ليونيل أن تتخلى عن فرنسا وتحمل راية بريطانيا في حال أرادت التحرر، بعد ذلك يخرج ليونيل وفاستولف للقتال، وتسحب إيزابو خنجرها وتبقى مع خمسين فارساً في القلعة لحراسة جوهانا.


يصعد حارس لمراقبة الأوضاع، حيث يقول للملكة أن المعركة مشتعلة بينهم وبين الفرنسيين وجيش الدوق، حيث يتم في النهاية محاصرة الملك والقبض عليه وينتصر الإنجليز عليهم، فتنفعل جوهانا وتتوسل إلى الإله بصوتٍ عالٍ، فتقوم بقدرة إلاهية بقطع السلاسل المعدنية بذراعيها وتنتزع سيف الحارس المجاور وتخرج بأقصى سرعة إلى ساحة المعركة، حيث يتفاجئ وينصدم جميع الموجودين من ما حدث للتو.


تقول إيزابو أنها ما كانت لتصدق ذلك لو لم تره بأُم أعينها، بعد ذلك يقول لها المراقب أن جوهانا تركض بسرعة فائقة في الساحة وأن جنود الإنجليز يرمون أسلحتهم وينزلون راياتهم، ويقول أنها قد قامت بتحرير الملك وأن القائد فاستولف قد سقط في المعركة، بينما القائد ليونيل قد تم القبض عليه. يفزع الحارس ويقول لإيزابو أن تهرب بسرعة، وذلك لأن الجنود الفرنسيين متوجهين مباشرةً نحو القلعة، فتقوم هي بسحب سيفها وتأمر جميع الحراس بالدفاع.


يتقدم الضابط لاهير مع جيشه نحو الملكة ويطلب منها الأستسلام ويسألها عن المكان الذي نود أن يتم أخذها إليه، فتقول أنها تريد الذهاب إلى أي مكان لا يتواجد فيه الملك تشارلز السابع.


بينما تكون جوهانا جريحة ومستلقية بين يدين الدوق والملك بسبب المعركة، تفتح عيناها وتسأل عن مكان وجودها وتقول أنها ليست ساحرة، فيقول لها الملك أنها نقية ومقدسة كالملاك وأنهم هم من كانوا مخطئين بشكهم بها. تطلب أن يتم إحضار رايتها الخاصة المقدسة، حيث تقوم بالوقوف باستقامة ورفع رايتها نحو السماء، بعد ذلك بقليل تموت أخيراً وتسقط على الأرض. بعد ركود وصمت طويل يعطي الملك الإشارة، فيقوم الجميع بوضع راياتهم فوقها فيتم تغطيتها بشكلٍ كامل بالرايات، وهنا تنتهي المسرحية التراجيدية الرومانسية.




شكراً جزيلاً لكم على القراءة وأتمنى أن يكون مقالي قد أفادكم ونال إعجابكم!






 






تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة