
السلام عليكم،
لقد جمعت لكم في هذا المقال أهم المعلومات والحقائق حول موضوع المانجا اليابانية، والتي ستساعدكم على معرفة الكثير عن تاريخ المانجا وتطورها خلال ال 200 عام الماضية!
على مدى القرون الماضية، كان سرد القصص بأستخدام الصور المعروضة بالتسلسل جزءاً من الثقافة اليابانية.
"المانجا"، هي كلمة يابانية تعني "الرسوم المتحركة". خارج اليابان، يمكن أن تعني المانجا ببساطة، الكتُب المصورة المنشورة في اليابان. وهي كُتبٌ يابانية مصورة لها مكانة صلبة عند متابعيها من جميع أنحاء العالم. في اليابان تحديداً، تمتعت رسوم المانجا بعقودٍ من الشعبية مع مجموعة ديموغرافية واسعة، تغطي مختلف الأعمار والأجناس والخلفيات الأجتماعية. حيث يستخدم رساموا المانجا اليابانيون نمطاً معيناً من الإبداع الفني في الرسم، والذي تم تطويره في أواخر القرن التاسع عشر.
تُحاكي مجريات القصة في كُتب المانجا المصورة مجموعة واسعة من التصنيفات، مثل المغامرات والأكشن والرومانسية والكوميديا والدراما والخيال العلمي وغيرها. أيضاً المواضيع والقصص التي يتم تناولها في المانجا متنوعة للغاية، بما في ذلك روايات الأبطال الخارقين والرياضة والأحداث التاريخية والسياسة والرومانسية وغيرها الكثير. كما تلعب المانجا دوراً كبيراً في مجال الترويج داخل اليابان.
بأختصارٍ، يشير مصطلح المانجا إلى الكتب المصورة اليابانية، بأسلوبٍ فني ياباني مميز. كما نادراً ما تكون هذه الكتب ملونة، فمعظمها تكون بالأبيض والأسود البحت، رغم أحتوائها على تفاصيل رائعة في الرسم. والسبب في ذلك يرجع إلى التكلفة الباهظة لطباعة النسخ بالألوان
قد تعود أصول المانجا إلى مخطوطات القرن الثاني عشر. لكن هذا يبقى موضع جدال عند الكثيرين، وذلك بسبب أسلوب القراءة من اليمين إلى اليسار لكُتب المانجا. وقد تأثرت المانجا الحديثة تاريخياً وثقافياً بعاملين مهمين وهما: الثقافة والفنون اليابانية قبل "فترة مييجي"، والأحداث التي تلَت الحرب العالمية الثانية.
إذاً، من الصعب حقاً تحديد أول مانجا على الإطلاق. لكن يقول البعض، أن الكتاب المصور المُسمى "Kibyoshi"، والذي تعود أصوله إلى القرن الثامن العاشر، يمكن أن يكون أول كتاب مانجا في العالم.
لكن هناك شيئاً واحداً شبه مؤكد وهو، أن كلمة "مانجا" اليابانية، قد تم أستخدامها لأول مرة في أوائل القرن التاسع عشر.
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تم رسم الرسوم التوضيحية على أجسامٍ خشبية، وكان يمكن بالفعل تفصيلها بمهارةٍ بأستخدام تقنيات مختلفة لدرجات اللون الرمادي. حيث كان البعض يستعمل الكلمات، للمساعدة في وصف القصة وسردها بشكلٍ أكثر كفاءة.
من المؤكد، أن المانجا لها تاريخ طويل وغني، ويرى الكثير من الناس الفنان الأسطوري "Hokusai" وأعماله، التي تم إعدادها بين عامي 1814-1834، وهي رسومٌ توضيحية مليئة بالتعابير والفكاهة، كنقطة إنطلاقٍ لعالم المانجا. كما يعتقد آخرون، أن الشاعر والكاتب والفنان الياباني "Santō Kyōden"، كان مسؤولاً عن بداية أعمال المانجا. حيث سبقت أعمال كيودن أعمال هوكوساي بحوالي 20 عاماً مع كتابه "Shiji no Yukikai"، والذي كان كتاباً مصوراً يضم مخلوقات من الأساطير والخرافات اليابانية. لكن في حين أن هذه الأعمال مؤثرة بلا شك، إلا إن مطبوعة عام 1874 المُسماة "Eshinbun Nipponchi"، والتي أنشأها "Kanagaki Robun" و "Kawanabe Kyosai"، تعتبر على نطاق واسع أول مجلة مانجا على الإطلاق. حيث يُنظر إليهم الآن على أنهم مؤسسون الصناعة، التي تقدر بملايين الدولارات.
من المحتمل، أن تكون هذه المجلة قد تأثرت بمجلة "The Japan Punch" الرائدة آنذاك، والتي تم نشرها بين عامي 1862 و 1887 بواسطة الفنان الإنجليزي "Charles Wirgman". لكن لم تحرز مجلة "Eshinbun Nipponchi" نجاحاً كبيراً، وتم إيقافها بعد ثلاث إصدارات فقط. تبع ذلك مجلة "Kisho Shimbun" في عام 1875، و "Marumaru Chinbun" في عام 1877، و "Garakuta Chinpo" في عام 1879.
لقد شهدت المانجا أزدهاراً حقيقياً في شعبيتها في منتصف الأربعينيات والسنوات التي تلتها. لا شك في أن القصص المُصورة الأمريكية ألهمت جيلاً للمشاركة في صناعة المانجا، لكنها كانت أيضاً السبب في أبتكار شيء فريد خاص باليابان وفي نفس الوقت وسيلة للأحتفاظ بهويتهم.
فقد كان منتصف القرن الماضي في اليابان عصراً ذهبياً لمجال صناعة المانجا، وذلك لأن مبدعون قاموا بأبتكار مانجات لا تزال شائعة حتى يومنا هذا، مثل "Astro boy".
كانت كلمات المحتوى مرادفة للأحتياجات الأجتماعية والأقتصادية في اليابان قبل الحرب والقومية اليابانية، في حين كانت الصور مرتبطة إلى حدٍ كبير بفن الجرافيك الصيني. بعد الحرب العالمية الثانية، تم تشكيل المانجا من خلال الثقافة الأمريكية المشتقة من التلفزيون والأفلام والرسوم المتحركة والكُتب المصورة آنذاك.
خلال صعود الإمبراطورية اليابانية، أستخدمت اليابان المانجا، لنشر الدعايات حول فوائد القيادة اليابانية. لكن بعد الحرب العالمية الثانية تغير كل شيء.
إذ تعتبر الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في تاريخ المانجا. حيث إن تداعيات هزيمة اليابان وقصف مدينتي "ناجازاكي" و "هيروشيما"، قد قامت بتغيير روح ورؤية الشعب الياباني للعالم.
لكن المثير للدهشة حقاً، أنه حتى مع وجود التشديد والرقابة، كان الإبداع والأصالة حاضرين جداً بالمانجا في تلك الفترة الزمنية الصعبة.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم أحتلال اليابان من قبل الحلفاء، والذين بدورهم قاموا بتقييد الدعايات السياسية اليابانية. مما يعني، أن الفنانين اليابانيين أصبح لديهم حرية أكبر، لأكتشاف أساليبهم الفنية الخاصة آنذاك.
حيث سُمِح للفنان "Osamu Tezuka" (المُلقَب بإله المانجا)، بإنشاء واحدة من أكثر الشخصيات اليابانية تأثيراً في عالم الرسم، ألا وهو "Astro boy".
وقد كانت "Machiko Hasegawa"، مؤلفة مانجا "Sazae-san" الشهيرة، أيضاً واحدة من المبتكرين الرائدين في ذلك الوقت.
كما تطور أسلوب رسم شخصيات المانجا وأصبحت أكثر تعبيراً لمشاعرهم وأحاسيسهم.
في الوقت نفسه، أنتشرت الرسوم المتحركة الكرتونية الأمريكية، وهذا أثر بشكلٍ كبير على أسلوب رسم المانجا. حيث تأثرت المانجا بشكلٍ كبير بالرسوم الهزلية الأمريكية، وأيضاً بالأكتئاب والحزن الشديد بعد الحرب العالمية الثانية.
لكن لحسن الحظ، أن مانجات مثل "One Piece" و "Dragon Ball" و "Pokemon" و "Gintama" والعديد من المانجات الجميلة الأخرى، قد أعطتنا مسلسلات أنمي رائعة جلبت الفرح لملايين الناس حول العالم.
ربما كانت "Mighty Atom" (المعروف أيضاً بأسم "Astro Boy")، إحدى أشهر المانجات على مر العصور، والتي أنشأها "Osamu Tezuka" في الخمسينيات من القرن الماضي.
فقد نجح في إنشاء جانب ثلاثي الأبعاد، بمزيدٍ من القوة العاطفية والنفسية والتلاعب بالزوايا والمنظور. أي ببساطة، لقد حقق كل الأشياء التي كانت تفتقر إليها المانجات السابقة.
وهكذا، أنفجرت شعبية المانجا وكان مقدراً لها، خلق ثقافة "الأوتاكو" في القرن الحادي والعشرين.
مع النمو المفرط للجماهير في جميع أنحاء العالم، فلا عجب من أن يكون هناك تعديلات على أفلام المانجا، للتطلع إليها بالمستقبل القريب. مثال على ذلك، سلسلة الرعب لمانجا "Kami-sama no Iutoori"، التي كتبها "Fujimura Akeji"، وتم نشرها في عام 2011. حيث تم إصدار فيلماً يابانياً لها في عام 2014.
أحد الجوانب الرائعة لرسوم المانجا، هو توفر مجلات لجميع الفئات العمرية. في أمريكا الشمالية على سبيل المثال، غالباً ما يُنظر إلى القصص المصورة (Comics)، على أنها موجهة حصراً إلى الأطفال. لكن في اليابان، يمكن لأي شخص أن يجد شيئاً مثيراً للأهتمام (الكبار والصغار والأولاد والبنات).
أحد الأختلافات بين المانجا والقصص الهزلية الأمريكية هو، أنه في معظم الأوقات تكون قصة المانجا مركزة على شخصية واحدة فقط.
قد يكون الأختلاف الآخر هو أنه في المانجا، تنتهي القصة غالباً بتحقيق الشخصية الرئيسية هدفها أو الموت كبطل أو ما شابه ذلك.
القصص المصورة الأمريكية هي بالأحرى تعاون بين كاتب واحد أو أكثر، ورسام، وفنان يقوم بوضع الحبر على الرسومات. وهذا يجعل المانجا عملاً فنياً أكثر خصوصية من غيره، أي برؤية واحدة لفنانٍ واحد.
إن المانجا سوق حوالي 6 مليار دولار في اليابان، وتُعد المانجا اليوم ظاهرة عالمية. حيث تجاوزت شعبيتها اليابان وتزايدت في العثور على جمهور أكبر في الخارج من خلال الترجمات والدبلجات. في عام 2015 على سبيل المثال، كانت سلسلة المانجا الأكثر مبيعاً هي سلسلة "One Piece"، والتي بيعت بأعدادٍ مذهلة بلغت حوالي 14.102.521 إصداراً.
الحجم الهائل لتنوعها يعني، أنه بغض النظر عن المواضيع التي تجذب أهتمامك، فمن المؤكد أن تكون هناك مانجا مصممة خصيصاً حسب ذوقك. وبالنسبة للبعض، فإن الرسوم الهزلية هي شيء مرتبط بالأطفال الصغار فقط. لكن المواضيع المتمحورة في المانجا بشكلٍ عام، تعتبر معقدة وناضجة وجذابة للكثيرين!
هذا كان كل شيء!
أتمنى أن يكون مقالي قد أفادكم ونال إعجابكم!
إرسال تعليق