السلام عليكم،
لقد جمعت لكم في هذا المقال أهم المعلومات والحقائق حول موضوع صناعة الأنميات اليابانية، منذ نشوئها في أوائل القرن العشرين وحتى تطورها في عصرنا الحالي.
لقد أصبحت الرسوم المتحركة اليابانية (الأنمي) ظاهرة ترفيهية، وجانباً من جوانب الثقافة اليابانية. حيث أصبحت بعض السلسلات، مثل "Dragon Ball" و "Naruto" و "Pokémon" و "One Piece"، معروفة في كل مكانٍ تقريباً. واليوم، تتميز معظم خدمات العرض في الإنترنت بمجموعاتٍ واسعة من الأنميات.
وعادةً ما تُعرف الأنميات بشخصياتها الملونة والفردية ومجريات قصصها العميقة. حيث يتم التركيز غالباً على الدراما والتآمُر في أحداث القصة، بغض النظر عن تصنيف الأنمي.
كما تتميز رسوم الأنمي بأسلوبٍ معين يميزها عن أنواع الرسوم المتحركة الأخرى، وذلك بناءً على العديد من الخصائص المشتركة. على سبيل المثال: شكل العيون وتعابير الوجه وتسريحة الشعر وردود الفعل في المواقف المختلفة، وغيرها من الخصائص المشتركة.
لقد كان هناك رسوم متحركة قديمة فُقدت لأسبابٍ مختلفة. وقد تم أكتشاف والعثور على أول رسم متحرك ياباني في جهاز عرض منزلي في مدينة "Kyoto" في عام 2005، ويُسمى "Katsudō Shashin". حيث إن مبتكره غير معروف، وتم إنشاؤه في وقتٍ ما بين عامي 1907 و 1911.
لقد كان رساموا الكاريكاتير اليابانيين هم أول الفنانين، الذين كانوا يجربون الرسوم المتحركة في عام 1914.
لكن تعود أُصول الأنمي إلى عام 1917، عندما بدأت اليابان في إنتاج الرسوم المتحركة القصيرة الصامتة. حيث كانت الرسوم المتحركة اليابانية أكثر تكلفة من الرسوم المتحركة الغربية، وقد تفوقت عليها شعبية رسوم ديزني الكرتونية.
ويُعتبر فيلم "Imokawa Mukuzo Genkanban no Maki" هو أول أفلام الأنمي المحترفة اليابانية، والتي أنشأها "Ōten Shimokawa" في عام 1917.
ولكن أول أنمي تم تسويقه ونشره علناً، هو أنمي "Dekobō shingachō". وقد تم إنتاجه أيضاً بواسطة الفنان "Ōten Shimokawa"، الذي غالباً ما يُنظر إليه على أنه أحد آباء الأنمي.
عمل "Ōten" ومنتجون آخرون في ذلك الوقت مع أطقم صغيرة، لإنشاء أفلام قصيرة بأستخدام الطباشير والألواح. حيث قاموا بعمل رسمة واحدة لكل لقطة ومحوها بين لقطات الكاميرا. وعند التشغيل، خلقت اللقطات وهماً للحركة، كما كان يرافق هذه الأفلام رواةٌ يقومون بشرح القصة. في نهاية المطاف، بدأ المنتجون بأستخدام تقنية تُعرف بأسم "إيقاف الحركة".
بعد ذلك، بدأ إنتاج الأنمي المحلي بالتطور شيئاً فشيئاً. وكان أحد الأشياء، التي ساعدتهم في العثور على مكانهم الخاص، هو إنتاج الأنمي للعلاقات العامة وحملات الدعاية من قبل المؤسسات العامة في اليابان. حتى ضرب "زلزال كانتو العظيم" العاصمة طوكيو والمناطق المحيطة بها في عام 1923. حيث أُضطرت صناعة الأنمي إلى البدء من جديد، عندما عانت طوكيو والمنطقة المحيطة بها من أضرار كارثية، بسبب ذلك زلزال.
بعد ذلك، بدأ إنتاج الأنمي المحلي بالتطور شيئاً فشيئاً. وكان أحد الأشياء، التي ساعدتهم في العثور على مكانهم الخاص، هو إنتاج الأنمي للعلاقات العامة وحملات الدعاية من قبل المؤسسات العامة في اليابان. حتى ضرب "زلزال كانتو العظيم" العاصمة طوكيو والمناطق المحيطة بها في عام 1923. حيث أُضطرت صناعة الأنمي إلى البدء من جديد، عندما عانت طوكيو والمنطقة المحيطة بها من أضرار كارثية، بسبب ذلك زلزال.
ثم أستمرت صناعة الأنمي بالنضال، وظهرت أولى أجهزة الأتصال في عام 1929 وأول فيلم ملون في عام 1932.
في عام 1933 ، تم إنتاج أنمي "Chikara to Onna no Yo no Naka" بواسطة المخرج الياباني "Kenzō Masaoka". ويعتبر هذا أول فيلم رسوم متحركة قصير بالصوت والصورة، وأستغرق إنتاجه أكثر من عام.
وقد ظهر الكثير من فناني الأنمي واحداً تلو الآخر. لكن مع أقتراب الحرب العالمية الثانية، كانت السلع قليلة جداً، وأتجه تركيز الشعب إلى العسكرية بشكلٍ كبير. حتى الأفلام لم يكن من السهل الحصول عليها آنذاك.
خلال الحرب العالمية الثانية وتحديداً في عام 1945، تم إنتاج أول فيلم أنمي أبيض وأسود كامل الطول ودعائي للحرب العالمية الثانية (Momotarō: Umi no Shinpei). أخرجه "Mitsuyo Seo"، وتم تصميمه بهدف رفع معنويات الشعب والألتزام بالجهود أثناء الحرب وتعزيز رسالة الأمل.
بعد فترة وجيزة من أنتهاء الحرب، جمع "القائد الأعلى لقوات التحالف" (GHQ)، حوالي 100 فنان أنمي من أنقاض مدينة طوكيو، وذلك من أجل تشكيل مشروع "Shin Nihon Dōgasha". وكان الهدف هو تسهيل نشر سياسات الأحتلال، من خلال جعل الفنانين يمدحون الديمقراطية من خلال أعمالهم.
مع ذلك، كان العديد من الفنانين مستقلين ووطنيين بشدة، وكانت الشركة تمزقها الخلافات منذ البداية. ونتيجةً لذلك، أبتعد المشروع عن مساره، وتم حله في نهاية المطاف. حيث لم يكن التحول من العسكرية إلى الديمقراطية بتلك السهولة.
مع ذلك، كان العديد من الفنانين مستقلين ووطنيين بشدة، وكانت الشركة تمزقها الخلافات منذ البداية. ونتيجةً لذلك، أبتعد المشروع عن مساره، وتم حله في نهاية المطاف. حيث لم يكن التحول من العسكرية إلى الديمقراطية بتلك السهولة.
خلال هذه السنوات، عندما بدأت اليابان تتعافى من الحرب العالمية الثانية، شاهد رئيس شركة "Tōei" للأفلام (Arakawa Hiroshi)، فيلم "Disney Snow White" لشركة ديزني في عام 1937. حيث أعجبته الألوان الرائعة للفيلم. وفي عام 1948، قام ببناء أستوديو حديث وأسَس شركة "Tōei Dōga"، التي تعرف الأن بأسم "Tōei Animation". وكان طموحه، أن تصبح شركته هي "ديزني الشرق".
مع صعوبة الحصول على وظائف في اليابان بعد الحرب الكارثية، تمكنت الشركة الجديدة من جذب الشباب المتميزين للعمل برواتب منخفضة نسبياً. مع ذلك، ومع بدء سَعي الحكومة لمضاعفة دخول الناس، أرتفعت الأجور وسرعان ما وجدت الشركة نفسها في خطر. حيث كان المستقبل المالي للشركة غير مؤكد، ناهيك عن النزاعات العمالية المتكررة والأشتباكات في إدارة العمل.
أختارت الشركة "حكاية الثعبان الأبيض" كأول فيلم لها، فقاموا بدعوة العديد من الخبراء في الولايات المتحدة للسفر إلى اليابان كموجهين. ونتيجةً لذلك، تمكنوا من إتقان نظام ديزني لإنتاج خطوط التجميع. وقاموا بتوظيف فريقاً من الموظفين الجُدُد، الذين صقلوا مهاراتهم أثناء إنتاج الفيلم. حيث يعتبر هذا أول فيلم أنمي بالألوان، وتم إصداره في عام 1958، ووصل إلى الأسواق الغربية في عام 1961.
كان أنمي "Otogi Manga Calendar" هو أول أنمي يتم بثه على التلفزيون في عام 1962.
عندما كان "Osamu Tenzuka" صبياً، كان دائماً من محبي الرسوم المتحركة المبكرة لشركة ديزني. وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح رسام كاريكاتير موهوب. وقد قام بتأسيس شركة الإنتاج الخاصة به في عام 1962، والتي أصبحت تُدعى فيما بعد "Mushi Productions".
في عام 1963، بث "تلفزيون فوجي" مسلسلاً تلفزيونياً متحركاً مدته 30 دقيقة يُسمى "Astro Boy"، للمنتج والرسام "Osamu Tenzuka".
لقد حقق العرض نجاحاً مفاجئاً، وبدأ أزدهار عالم الأنمي والمنافسة الشديدة لجماهير التلفزيون. حيث أصبح هذا الأنمي هو أول سلسلة أنمي ناجحة وشعبية في جميع أنحاء العالم، عندما تم بثه في عام 1963. كما كان النجاح بمثابة بدايةٍ لنوعٍ جديد في صناعة الأنمي.
عندما أطلق الفنان "Tenzuka" هذا الأنمي، أدرك الكثير من الناس أسلوبه الخاص ونهجه الجديد تماماً في هذه الصناعة. حيث جاء أسلوبه من السينما الفرنسية والألمانية، وكان هناك الكثير من الحيوية والعاطفة في شخصياته ورسوماته.
إن "رسوم الأمتياز" المنخفضة المدفوعة إلى الأستوديو لسلسلة "Astro Boy" تعني، أن الشركة بحاجة إلى التوصل إلى طريقةٍ ما، لخفض تكاليف الإنتاج بشكلٍ كبير. حيث قاموا بقص عدد الرسومات بلا رحمة، وقاموا بتقليص عدد الخطوط في كل صورة إلى الحد الأدنى، واستخدموا الكثير من الصور الثابتة. وقد عملوا على تسريع مجرى القصة وأستعملوا أساليب مبتكرة، لمحاكاة الحركة والمؤثرات الصوتية والحوارات.
عوضَت الشركة خسائرها بدخل حقوق الطبع والنشر. وعندما كانت الشركة لا تزال تحقق خسائر فادحة، قرر "Tenzuka" أستثمار دخله الخاص من نشر المانجا. حيث كان ذلك بمثابة خطوةٍ سخية ونموذجية من الرجل، الذي أطلقوا عليه الناس لقب "إله المانجا".
بعد نجاح "Astro boy"، أصدرت شركته فيلم الرسوم المتحركة "الليث الأبيض" في عام 1965. وكانت هناك حُجة مفادها، أن شركة "ديزني" قد قامت بسرقة هذا العمل وأعادت إنتاج نسختها الخاصة تحت أسم "The Lion King". لكن شركة "ديزني" نفَت هذا الأدعاء.
في عام 1973، أفلست شركته. لكنه مع ذلك، أستمر في إنشاء المزيد من القصص المصورة والرسوم المتحركة مع شركة جديدة.
وفي وقتٍ لاحق، ظهر فنانين يابانيين آخرين وأصبحوا أيضاً مشاهير، مثل "Akira Toriyama" و "Rumiko Takahashi" و "Hayao Miyazaki" و "Isao Takahata" وغيرهم.
وفي وقتٍ لاحق، ظهر فنانين يابانيين آخرين وأصبحوا أيضاً مشاهير، مثل "Akira Toriyama" و "Rumiko Takahashi" و "Hayao Miyazaki" و "Isao Takahata" وغيرهم.
أنهار نظام التوظيف القائم على الأقدمية في شركة "Tōei"، وتحولوا إلى نظام الأُجور القائم على أساس الأداء. حيث كان عليهم، أن يتحولوا إلى أسلوبٍ ونظام أكثر توافقاً مع سياسات البرمجة الذكية لمحطات التلفزيون آنذاك.
وقد تدهورت العلاقات بين العمال والإدارة في "Tōei Dōga"، بسبب أرتفاع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى تسريح العمال من الشركة في عام 1972. إضافةً إلى إفلاس شركة "Mushi Production" التابعة إلى "Tenzuka" في عام 1973، فدخلت صناعة الأنمي في ركودٍ تام بعد ذلك. ناهيك عن وجود قضايا أقتصادية أكبر وأهم آنذاك، مثل "صدمة نيكسون" في عام 1971 و "أزمة النفط" في عام 1973.
في خضم وضع الركود، الذي شهدته هذه السنوات القاتمة، ظهر عمل جديد يتحدى فكرة الأنمي كمجرد تسلية للأطفال. ألا وهو "نسور الفضاء"، الذي أُصدر كمسلسل تلفزيوني في عام 1974 وفيلم روائي في عام 1977. وقد أصبح ظاهرة أجتماعية، تحظى بشعبية كبيرة لدى ملايين الشباب.
كما أصبحت تجارة الأنميات التلفزيونية راسخة، كجزءٍ من الأعمال الأساسية لجميع الفنانين. وتناول النوع الأكثر شيوعاً تصنيف الخيال العلمي والميكا والفضاء، تليها الفتيات ذات القوى السحرية. لكن لا يمكن أن تكون كل سلسلة أنمي ناجحة، خاصةً مع أشتداد المنافسة في السوق بتلك الفترة.
خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، تحسنت التقنيات المستخدمة، وبدأ العصر الذهبي للأنمي. في هذه الأثناء، بدأت أنميات التلفزيون اليابانية بالأنتشار بين الشباب في مختلف أنحاء العالم. حيث أصبحت عناوين بعض المسلسلات، مثل "هايدي" و "نسور الفضاء" و "دراغون بول"، رائجة ومعروفة في جميع أنحاء العالم. جنباً إلى جنب مع العديد من مسلسلات الأنمي الأُخرى، الذين كانوا هم السبب الرئيسي لأنتشار ظاهرة الأنمي داخل وخارج دولة اليابان. مثل أنمي "Pokémon"، الذي تم إصداره في عام 1997، وأصبح يتمتع بشعبية كبيرة حتى اليوم.
أيضاً في نفس العام، تم إصدار فيلم "Princess Mononoke"، وهو فيلم أنمي أخرجه "Miyazaki" بمساعدة شركة "ديزني".
أيضاً في نفس العام، تم إصدار فيلم "Princess Mononoke"، وهو فيلم أنمي أخرجه "Miyazaki" بمساعدة شركة "ديزني".
لكن في بعض البلدان رفضها البالغون واصفون إياها باليابان، وأنتقدوها بأنها رخيصة وعنيفة وصريحة جنسياً. فعندما تم بث أنمي "Kyandi kyandi" في دولة فرنسا، وتم إظهار الفتيات الصغيرات على شاشة التلفزيون. فأستاء بعض الآباء من هذا، مُدعين أن أطفالهم يتم إفسادهم، بسبب ثقافة غريبة قادمة من أقصى الشرق.
مع ذلك، لا يزال عُشاق الأنمي ينمون في جميع أنحاء العالم، ومعظمهم من الشباب الصغار. واليوم أصبح مصطلح "Japanimation"، يعني شيئاً مختلفاً تماماً عن الصفات السلبية، التي كانت تتمتع بها ثقافة الأنمي سابقاً.
أدى أنخفاض عائدات الإعلانات وتراجع معدلات المواليد وظهور الأشكال البديلة للترفيه، مثل ألعاب الفيديو والهواتف الخلوية، إلى تباطئ التقييمات وأنخفاض أعداد الأنميات في عام 2006. وعلى الرغم من وجود أنميات أقل نسبياً في المحطات التجارية الرئيسية اليوم، إلا إن القنوات الأخرى بَقيت صديقة للأنمي. من بينهم تلفزيون طوكيو، تليها المحطات المحلية والإقليمية والقنوات الفضائية وأنظمة الأتصال الأُخرى.
لكن في العقد الأخير، جعلت خدمة الإنترنت الوصول إلى المحتوى أمراً في غاية السهولة، وأزدادت أعداد المعجبين في خارج حدود دولة اليابان. حيث غالباً ما كان يذهب المعجبون إلى المؤتمرات لأكتشاف أحدث الأخبار، وجمع شخصياتهم المفضلة، وحتى أرتداء ملابس مثلهم في أحداث المعجبين الخاصة.
لقد تحسَن كذلك رسم الأنمي بشكلٍ كبير، منذ إدخال تقنيات وبرامج الرسوم المتحركة الرقمية. حتى إنه كانت هناك بعض التحولات والتطورات في الرسم ثلاثي الأبعاد. لكن مع ذلك، لا يزال نمط الرسم الكلاسيكي موجوداً، وتستمر معظم أستوديوهات الأنمي في التركيز على الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد.
شكراً لكم على القراءة وأتمنى أن يكون مقالي قد أفادكم ونال إعجابكم، وأعتذر في حال كان هناك معلوماتٌ خاطئة!
إرسال تعليق