السلام عليكم،
سوف أوضح في مقالي هذا بعض المعلومات حول العولمة، من ناحية التاريخ والإيجابيات والسلبيات وأنعكاسها على المجتمع الإسلامي وأسباب ظهورها وغيرها من المعلومات المثيرة للأهتمام.
تعريف العولمة
مصطلح العولمة، هو مصطلح يقوم بوصف العلاقات السياسية والأقتصادية بين الدول، وأيضاً الترابط بين الناس والشعوب. فالمقصود بالعولمة هو، أن يكون بمقدور جميع سكان الكرة الأرضية، تبادل العمل والأراء والأفكار والأستفادة من بعضهم البعض والمشاركة في شتى المجالات. مثلاً: السياسة والأعمال والعلوم والثقافة والتكنولوجيا والبيئة.
تم أستخدام مصطلح "العولمة" في منتصف القرن العشرين على وجه الخصوص، لوصف التوسع والأرتفاع الضخم في التجارة العالمية للسلع. ومع ذلك، فقد تم أستخدام المصطلح بعد عام 1990، لوصف النمو العالمي من خلال العلاقات العالمية الجديدة بين الناس والمجتمعات والمؤسسات والمنظمات والبلدان. كان هناك حدثان رئيسيان، قد تسببا في تغيير هذه العلاقات. الأول هو بسبب تطوير وسائل الإعلام الجديدة، مثل الإنترنت والهواتف المحمولة وغيرها. والسبب الثاني هو إنهيار الشيوعية وتفكك الأتحاد السوفييتي في عام 1991.
وقد نمَت ظاهرة العولمة بشكلٍ كبير، بسبب التقدم التكنولوجي في النقل والأتصالات. إذاً، العولمة هي في المقام الأول عملية أقتصادية تهدف، للتفاعل والتكامل وترتبط بالجوانب الأجتماعية والثقافية. لكن الدبلوماسية والصراعات تعتبر أيضاً أجزاء من تاريخ العولمة القديمة والحديثة.
تاريخ العولمة
العولمة تتَسِم بعدم وجود تاريخ محدد لها. صحيحٌ، أن هذا المصطلح قد ظهر في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية في الستينيات من القرن الماضي، إلا إنه قد بدأ أستخدامه بشكلٍ مفرط وملحوظ في العقديين الماضيين. وكما قلنا، السبب وراء ذلك هو أنهيار الأتحاد السوفييتي والشيوعية في معسكر الشرق، وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العديد من المجالات المختلفة في العالم.
إن المؤلفون يفسرون العولمة على، أنها ظاهرة بدأت بشكلٍ أساسي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. وذلك بسبب المؤسسات العالمية، التي ظهرت آنذاك، مثل الأُمم المتحدة ونظام بريتون وودز. لكن من ناحية أخرى، يرى العديد من المؤلفون، أن سبب العولمة يرجع إلى الهجرة البشرية والتفاعلات العالمية المتزايدة منذ عشرات الآلاف من السنين. ورغم ذلك كله، يبقى مفهوم العولمة غامضاً إلى حدٍ ما.
إن العولمة ليست ثابتة، بل هي دائماً عرضةً للتغير. فنادراً ما تكون التفاعلات العالمية مستقرة، لذلك نستنتج، أن تاريخ العولمة ليس ثابتاً أو مستقراً. حيث يمكن القول، أن العولمة الفعلية الأولى قد لوحظت في القرن التاسع عشر.
عوامل وأسباب ظهور العولمة
تلعب الأُمم المتحدة والأتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية، التي تتعامل مع المشاكل الدولية كالإرهاب والتلوث، دوراً هاماً في العولمة. حيث تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص هي، العامل الأهم في ظهور العولمة، وذلك بسبب تأثيرها الهائل على الثقافات الأخرى. لهذا قد تجد بعض الأشخاص يستعملون مصطلح "الأمركة". ومن جهة أخرى، تعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الرائجة والسائدة عالمياً. كما أن على الشخص أستخدام اللغة الإنجليزية، من أجل التواصل في جميع بلدان العالم تقريباً.
يوجد أيضاً لاعبون مهمون أخرون في مجال الأقتصاد، والذين لهم تأثير قوي وهام في الأقتصاد والعولمة. على سبيل المثال: شركات السيارات، مثل "BMW" و "VW" و "Mercedes-Benz". بالإضافة إلى شركات الأجهزة الإلكترونية، مثل "Samsung" و "Sony" و "Apple". وكذلك شركات الملابس، مثل "adidas" و "Gucci" و "Puma" وغيرها من الشركات العالمية.
نستنتج الأن، أن العوامل التي أدت إليها العولمة، هي كالتالي: زيادة التجارة العالمية، وزيادة الأعتماد على الأقتصاد العالمي بدلاً من المحلي، وزيادة الحركة الحرة لرؤوس الأموال والسلع والخدمات.
مزايا وعيوب العولمة
فيما يلي بعض مزايا العولمة:
- توفير وظائف جديدة.
- تجارة أسرع وأسهل.
- تدفق أفضل للبيانات بفضل التكنولوجيا الجديدة.
- إنترنت عالمي.
- التعاون السياسي المشترك لحل المشاكل والتحديات الدولية.
- إمكانيات إنتاجية رخيصة.
- فتح جميع الحدود والسفر بشكلٍ أفضل.
- الدعم المتبادل بين الدول في أوقات الأزمات.
وفيما يلي بعض عيوب العولمة:
- عدم تمكن الشركات الصغيرة من مواكبة الشركات الدولية.
- التوزيع غير العادل للثروة في العديد من البلدان.
- عمالة الأطفال ووظائف بأجور زهيدة.
- ضوابط وتفتيشات أقل على الحدود.
- آثار مدمرة على الأقتصاد بأكمله.
- طمس هوية الشعوب الثقافية.
الخلاصة ببساطة هي، أن عملية العولمة تؤثر على نشاط الأعمال والأقتصاد والبيئة والموارد المختلفة من ناحية، وتتأثر في حد ذاتها بهذه العوامل من ناحية أخرى. فهي عملية مستمرة لها العديد من المزايا والعيوب.
أمثلة على العولمة
بسبب التطورات التجارية والتبادلات المالية، دائماً ما نعتقد، أن العولمة ظاهرة أقتصادية ومالية. ولكنها تشمل مجالاً أوسع بكثير من مجرد تدفُق السلع والخدمات ورؤوس الأموال.
هذه بعض الأمثلة على العولمة:
- العولمة الأقتصادية: هي تطوير الأنظمة التجارية داخل الجهات الفعالة عبر الدولية، مثل الشركات والمنظمات غير الحكومية.
- العولمة المالية: يمكن ربطها بظهور نظام مالي عالمي مع البورصات المالية الدولية والتبادلات النقدية.
- العولمة الثقافية: تداخل الثقافات، أي أن تتبنى الدول مبادئ ومعتقدات وأزياء دول أخرى. وتفقد ثقافتها الخاصة والفريدة، من أجل ثقافة عالمية سائدة.
- العولمة السياسية: إن التطور والتأثير المتزايد للمنظمات الدولية، مثل "الأُمم المتحدة" أو "منظمة الصحة العالمية" يعني، أن العمل الحكومي يتم على المستوى الدولي.
- العولمة الأجتماعية: إن الناس يتَنَقلون طوال الوقت، ويختلطون ويندمجون مع مجتمعات مختلفة.
- العولمة التكنولوجية: أصبح ملايين الناس مرتبطون ببعضهم البعض بفضل العالم الرقمي عبر المنصات الألكترونية، مثل "Facebook" و "Instagram" و "Skype" و "Youtube".
- العولمة الجغرافية: هي التنظيم والتسلسل الهرمي الجديد، لمناطق مختلفة حول العالم، والتي تتغيَر بأستمرار. علاوةً على ذلك، إمكانية السفر حول العالم دون أي قيود.
- العولمة البيئية: هي فكرة تعتبر كوكب الأرض كيان عالمي واحد مشترك، يجب أن تحميه جميع كل الشعوب. وذلك لأننا جميعاً محاطون بنفس الغلاف الجوي، وبالتالي فإن الطقس يؤثر على جميع سكان الأرض.
مخاطر العولمة على الجانب الديني
- التشكيك وخلخلة المعتقدات الدينية، وطَمس المقدسات لدى الشعوب الإسلامية، لصالح الفكر الغربي. أو إحلال الفلسفة المادية الغربية محل العقيدة الإسلامية. وكذلك أيضاً، الأستمرار في عرض التمثيليات والمسلسلات الرومانسية المترجمة، والتي قد تُضعِف الحاجز الشعوري بقوة الإسلام، وتقوم بترسيخ هيمنة الغرب في الأذهان.
- تقليد الغرب وأكتساب الكثير من عاداتهم الغير ملائمة لعقيدة الإسلام، كالتشبه بالنساء ولبس حلقات الأذن وصبغ الشعر ورسم الوشوم على الجسم.
- أستبعاد الإسلام وإقصاؤه عن الحكم والتشريع، وعن التربية والأخلاق. وإفساح المجال، من أجل بَسط الأنظمة والقوانين والقِيَم الغربية المُستمدة أساساً من الفلسفة المادية والعلمانية.
هذا كان كل شيء عندي!
شكراً جزيلاً لكم على القراءة وأتمنى أن يكون مقالي قد أفادكم ونال إعجابكم!
شكراً جزيلاً لكم على القراءة وأتمنى أن يكون مقالي قد أفادكم ونال إعجابكم!
إرسال تعليق