السلام عليكم،
في عصرنا الحالي ومع تسابق معظم دول العالم في التطور العلمي والتكنولوجي وابتكار الآلات الرقمية من أجل تحسين وتسهيل حياة البشر والتطلُع لمستقبلاً أجمل وأفضل في مختلف أنحاء العالم.
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا سوف يحدث على هذا المنوال بعد عقدين من الزمان؟
هل سوف تُسيطر الآلات الحديثة على أغلب وظائفنا وأعمالنا؟
وهل سوف يصبح دور الإنسان مقتصراً فقط على مراقبة وتفقُد هذه الآلات الحديثة بين الحين والأخر وهي تقوم بجميع أعمالنا التي أعتَدنا عليها منذ قرون؟
في هذا المقال سوف أتطَرَق لموضوع الآتمتة (Automation) والتطور التكنولوجي على مدار السنين، وتأثيراته الإيجابية والسلبية على مجتمعنا البشري بعد عقدين من الزمان.
أولاً وقبل كل شيء، يجب علينا أن نعرف ونتفق على، أن الآتمتة ستجعل حياتنا أسهل بكثير. ما يعني، أن مستوى رفاهية السكان سوف يزداد عند الكثير من الدول. لكن في المقابل سوف يزداد أيضاً مستوى البطالة بشكلٍ ملحوظ، وهذا سوف يخلقُ جيلاً جديداً مع مرور الزمن لا يمكنه الإعتماد على نفسه في العديد من الأمور، مثل الزراعة والأعمال الحرفية وغيرها الكثير، من دون الأستعانة بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة مستقبلاً.
من جهة، سوف تزداد أوقات الفراغ عندنا، وهذا سوف يُمكِنُنا من فعل وممارسة العديد من الأمور والهوايات التي نحبها ونستمتع بها.
لكن من جهة أُخرى، سوف يزداد أيضاً عدد الأشخاص المنعزلين والإنطوائيين، الذين لا يخروجون من محيطهم ويختلطون مع الأشخاص الأخرين كثيراً، مثل الذهاب للعمل أو التسوق أو الذهاب للمراكز التعليمية وغيرها الكثير. وكل ذلك بسبب اعتمادهم المفرط على الآتمتة والآلات المتطورة والوسائل الحديثة مستقبلاً، التي تستطيع أن توفر للإنسان كل شيء يحتاجه تقريباً، دون الحاجة إلى المساعدة أو التوجيه كثيراً من قِبَل أفراد المجتمع الأخرين.
في الخِتَام أريد التنويه، على أننا لا نعرف ما يخبِئه لنا المستقبل القريب ولا البعيد من مفاجئات وخفايا،. لكن الشيء الوحيد المؤكد هو، أنه سوف يكون من صُنع أيدينا نحن في ظِلِ هذا الزمن الذي نواكبه حالياً.
شكراً لكم على القراءة وأتمنى أن يكون المقال قد أفادكم ونال إعجابكم!
إرسال تعليق